fofo
عدد الرسائل : 33 العمر : 41 الموقع : http://hasan.catsboard.com/profile.forum? نقاط : 113 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: عادة تاجيل المهمات السبت يناير 31, 2009 12:11 pm | |
| | هناك مثل صيني يقول: الهدف الرئيسي للحياة هو تخفيف المعاناة وليس إطالة الحياة والمقصود به بذل الجهد الدءوب لجعل حياتنا وحياة من حولنا أسهل وأجمل, وليس بذل مجهود مضاعف من أجل إدراك أهداف مقدرة لنا لا نملك تغييرها.
وهذا هو المطلوب من كل سيدة عاملة تتحمل مسئوليات العمل والبيت والأبناء لأننا نجد نسبة كبيرة من النساء من حولنا يبذلن جهدا كبيرا وكأنهن في سباق مستمر مع الزمن لتنفيذ أكبر قدر ممكن من المسئوليات التي تحولت بحكم العادة إلي واجبات.. وبما أن ساعات اليوم الواحد محددة بـ24 ساعة فان السيدة منهن تجد نفسها مضطرة إلي اللجوء إلي إعادة التأجيل والتسويف والتي تصبح مع الوقت أمرا طبيعيا ومعتادا خاصة بالنسبة للأمور المتعلقة بها هي شخصيا مضحية بموعد طبيب أو كوافير أو بزيارة صديقة لتقوم بنشاط اضافي لأبنائها.. وتستمر في اداء نفس المهام حتي يصبح الوقت بالنسبة لها منافسا شرسا لايمكن قهره.
تعلق علي هذه الحالة دكتورة آية ماهر استاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو لجنة التعليم بأمانة السياسات قائلة إنها معروفة لدي علماء الإدارة تحت مسمي التسويف الذي يعني اتخاذ قرار بتأجيل عمل ما أو اتخاذ قرار أو البت في أمر عمدا نتيجة الشعور الشخصي بعدم الارتياح أو عدم الرغبة في الخوض في هذا العمل لأن ذلك سيقيد من حريته أويصيبه بالملل أو الضجر أو التعب أثناء مراحل انجازه أو قد ينتج عنه فشله وتقصيره في بعض الأمور التي كان من المفترض أن يقوم بها, ونفس الشيء ينطبق علي ربات البيوت والأمهات العاملات لأن كل واحدة تتحمل أعباء عديدة في إطار المنزل والعمل والحياة الاجتماعية وتقوم بعدة أدوار تشعر بأن عليها أن تؤدي كل واحد منها علي أكمل وجه لذلك لا تتنازل عن اتقان أي دور يتعلق بطموحها سواء المهني أو الاسري خاصة أن كثيرا من بنات جنسها اللاتي يتحملن مسئوليات اضافية مثلها يتعاملن مع هذه المسئوليات علي انها واجبات اساسية مما يزيد الأمر صعوبة حيث ينتج عن ذلك اهمال أمور أخري ثانوية وتأجيلها لاجل غير مسمي..
من أجل علاج هذه الحالة تقدم د.آية ماهر بعض النصائح التي تعتمد علي التدريب لتغيير أسلوب إدارة الوقت وتحديد الأوويات:
أولا: استبدال عبارة لابد من القيام بهذا العمل بعبارة أخري هي أرغب في القيام بهذا العمل: لان شعورك بأنك مجبرة علي فعل شيء ما كفيل بأن يرسل إشارة إلي المخ بعدم رغبتك أو ارتياحك لهذا العمل وبالتالي تحاولين التهرب منه باسلوب غير مباشر ولا ارادي يتمثل في اطالة الحديث عبر الهاتف مثلا.. لكن النتيجة تكون زيادة احساسك بالذنب والقلق. وللتخلص من هذا الشعور ركزي تفكيرك علي نتائج أي قرارتتخذينه سواء كان القيام بالعمل أو عدم القيام به وحينها ستكونين المتحكمة في زمام الأمور ولست مجبرة علي فعل شيء لا تريدينه فيتحول شعورك السلبي إلي شعور ايجابي يقودك إلي البدء في العمل دون احساس بالضغط أو الاجبار.
ثانيا: حاولي تغيير مفهومك عن ضرورة الانتهاء من أي عمل دفعة واحدة.
واتبعي اسلوب التجزئة لانجازه.. فالتفكير في ضرورة الانتهاء من الشيء بمراحله المتعبة أو المملة يجعلك تسرعين في تأجيله لذلك عليك بالبدء في العمل في وقت مبكر لتتخلصي من ضغط الوقت واكتفي في البداية بالعمل لمدة قصيرة لا تتجاوز30 دقيقة ثم جزئي بقية العمل إلي اجزاء صغيرة حتي تكسري الاحساس الأول بالرهبة وتتخلي عن الشعور بعدم القدرة علي الخوض في هذا الأمر, وتأكدي انك عندما تكسرين حدة الرهبة في بداية العمل تكونين قد انجزت50% منه, وستشعرين بعدها انك تفوقت في العمل نفسه وتندمجين فيه فيزداد حماسك وشعورك بالرضا, وهو الشعور الذي يزيدك شحنة ايجابية تساعدك علي انجاز اكثر وأكثر فتجدين نفسك مستغرقة في ساعات من العمل المهني أو الاسري أو المنزلي وقد انجزت الكثير منها بدون ملل.
ثالثا: تخلي عن فكرة ضرورة انجاز الشيء علي أكمل وجه منذ بدايته, لأن هذا الأسلوب في التفكير سيصعب عليك أي مهمة ويعطيك احساسا مضاعفا بصعوبة وطول الوقت المستغرق والشعور بالملل قبل البدء في العمل والأفضل أن تبدئي بالفعل في القيام به ثم تحاولي تحسينه أثناء انجازه من خلال رصد نقاط الضعف التي تحتاج إلي عناية أكبر, فالمهم هو البدء في العمل لأن المبالغة في إطالة مرحلة التجهيز قبل بدء التنفيذ أو القيام بأي شيء مضيعة للوقت والجهد.
رابعا: لا تحرمي نفسك من الانشطة المحببة إليك واحرصي علي أن يكون وجودها في حياتك أمرا مطلقا غير قابل للتعديل.. فقد اثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الأشخاص الذين يتمتعون بنظام متوازن في حياتهم ويعملون ما بين35 و45 ساعة في الأسبوع ولديهم علي الأقل يوم واحد اجازة في الأسبوع يكونون أكثر كفاءة وإنتاجية وسعادة بالمقارنة بمدمني العمل الذين يعملون أكثر من45 ساعة اسبوعيا.. وتأكدي ان مساحة من الراحة أوالاستمتاع بالوقت ستشجعك أكثر علي انجاز عملك باتقان وعلي اسعاد أفراد اسرتك والاستقرار علي المستوي الشخصي والمهني, فكما يقول المثل الفرنسي ليس عادلا, هدف يتطلب وسائل غير عادلة وبالتالي ليس من المنطقي أن تنجحي في جميع مهماتك ومسئولياتك وانت مضغوطة ومحاصرة طوال الوقت بدون أن تتاح لك أي فرصة للراحة أو الترفيه أو الاستمتاع.
وأخيرا تنصح دكتورة آية ماهر كل امرأة بألا تنسي أن كل شيء يحتاج إلي المحاولة والتدريب والا تيأس وان تتذكر دائما أن اتمام العمل أو المهمة في الوقت المناسب لا يقل أهمية عن تجويده ولكي تحققي هذه المعادلة الصعبة يجب ألا تتركي اداء المهام لآخر لحظة. | | | | | |
| |
|