لهم وجوه على الانوار مشرقة && قضى نوراً بأشراق ولمعانِ
تضيء آنوار آثار السجود لها && لما بها من علامات وعنوانِ
لله كم لهم بالطف من جسد && مسربل بقميص النقع عريان
ملقى على الارض هوناً بعد غربته& بلا حنوط ولا غسل واكفان
لهفي وقد صرعوا من حوله نفر && زهر المناقب من شيب وشبان
كآنهم انجم تنقض من فلك && وكل نجم هوى رجم لشيطان
لهفي وقد روَوا الرمضاء من دمه && تروى ويقتل فيها غير ديان
لهفي على مهرة إذ مر منقلباً && يشكو الى الله من فقد ووجدان
لهفي لنسوته يندبنه آسفاً && لهفي لملهوفة تشكو للهفان
لهفي لفاطمة تدعوه صارخة && بكر قلب من الاحزان ملآن
وكل عين على هذا المصاب جرت && فكيف لم تجر من عيني عينان
قصة الشعر :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
السلام على من أتبع الهدى وركب سفينة النجاة ورحمة الله وبركاته ,,
روي عن طريق اهل البيت(عليهم السلام): انه لما استشهد الامام الحسين(عليه السلام)
بقى في كربلاء صريعاً ودمه يقطر رؤيت طيورٌ تحت الظلال وعلى الغصون والاشجار وكل منها
يذكر الحب والعلف والماء فقال لهم ذلك الطير المتلطخ بالدم يا ويلكم أتشتغلون بالملاهي
وذكر الدنيا والحسين في ارض كربلاء في حر الصيف ملقى على الرمضاء ظام مذبوح ودمعه
مسفوح فعادت الطيور كل منها قاصدة كربلاء فرآوا سيدنا الحسين(عليه السلام) ملقى
على الارض جثة بلا رأس ولا غسل ولا كفن قد جفت عليه السواقي وبدنه مرضوض
قد هشمته الخيل بحوافرها زوراه وحوش القفار, وندبته جن السهول والأوكار, قد اضاء
التراب من انواره وآزهر الجو من إزهاره فلما رآته الطيور تصايحت واعلن بالبكاء والثبور وتهافتن
على دمه يتمرغن فيه وطار كل واحد منهم الى ناحية يعلم اهلها عن قتل ابي عبد الله
الحسين(عليه السلام)يعلن بالنداء: الا قتل الحسين بكربلاء, الا ذبح الحسين بكربلا
فأجتمعت الطيور عليه وهي تبكي عليه وتنوح فلما رأى اهل المدينة من الطيور ذلك النوح
وشاهدوا الدم يتقاطر من الطير ولم يعلموا ما الخبر حتى انقضت مدة من الزمن وجاء
خبر مقتل الحسين(عليه السلام) علموا أن ذلك الطير كان يخبر رسول الله بقتل ابن فاطمة
البتول وقرة عين الرسول وقد نقل انه في ذلك اليوم الذي جاء فيه الطير الى المدينة
انه كان في المدينة رجل يهودي وله بنت عمياء طرشاء مشلولة والجذام قد أحاط
ببدنها فجاء ذلك الطائر والدم يتقاطر منه ووقع على شجرة يبكي طول ليلته وكان اليهودي
قد أخرج ابنته تلك المريضة الى بستان خارج المدينة البستان الذي جاءه الطير ووقع
فيه فمن القضاء والقدر ان تلك الليلة عرض لليهودي عارض فدخل المدينة لقضاء حاجته
فلم يقدر ان يخرج تلك الليلة الى البستان حيث ابنته المعلولة, والبنت لما لم يأتها أبوها
تلك الليلة لم يأتها نوم لوحدتها واستيحاشها اذ أن آباها كان يحدثها ويسليها حتى تنام
فسمعت عند السحر بكاء الطير وحنينه فبقيت تتقلب على وجه الارض الى ان صارت تحت
الشجرة التي عليها الطير فصارت كلما حن ذلك الطير تجاوبه من قلب محزون فبينما هي
كذلك إذ وقع من الطير قطرة من الدم على عينيها ففتحت ثم قطرة اخرى على عينها
الاخرى فعوفيت ثم قطرة على يديها فعوفيتا ثم على رجليها فبرئت, وكانت كلما قطرت
قطرة من الدم تلطخ بها جسدها فعوفيت من جميع مرضاها ذلك ببركة دم الحسين
(عليه السلام) فلما اصبح الصباح اقبل ابوها الى البستان فرأى بنتاً تدور فسألها آنه
كان لي في البستان بنت عليلة لم تقدر ان تتحرك فقالت: والله انا ابنتك, فلما سمع
كلامها وقع مغشياً عليه فلماافاق قام على قدميه فاتت به الى ذلك الطير فرآه واكراً
على الشجرة يئن من قلب حزين محترق مما فعل بالحسين(ع) فقال له اليهودي بالذي
خلقك ايها الطير ان تكلمني بقدرة الله تعالى فنطق الطير معتبراً ثم قال: اعلم اني كنت
واكراً على بعض الاشجار مع جملة من الطيور قبالة الظهر واذا بطير ساقط علينا وهو يقول:
ايها الطيور تأكلون وتتنعمون والحسين في ارض كربلاء على الرمضاء طريحاً ظامياً والنحر
دام ورأسه مقطوع على الرمح مرفوع ونساؤهُ سبايا حفاة عرايا فلما سمعن بذلك تطايرن
الى كربلاء فرآيناه في ذلك الوادي طريحاً, الغسل من دمه والكفن الرمل الساخي عليه,
فوقعنا كلنا ننوح عليه ونتمرغ بدمه الشريف وكان كل منا طار الى ناحية فوقفت آنا في
هذا المكان فلما سمع اليهودي ذلك تعجب وقال: لو لم يكن الحسين ذا قدر رفيع عند الله
ما كان دمه شفاء من كل داء ثم اسلم اليهودي واسلم معه خمسمئة من قومه.